أخرالاخبارمقالات

انتم الاعلون ولو كره المشككون

بقلم – سفيان الجنيدي
كاتب فلسطيني

بالكاد يخلو يوما في ارجاء الوطن العربي إلا وتجري مقارنات بين العالم الغربي والعالم العربي، بين الغرب والشرق، و لا تقتصر هكذا مقارنات على شريحة دون غيرها ، فبالاضافة الى المهمشين والمطحونين واليائسين، تجد ايضا أن منتديات الطبقة المخملية والصالونات الثقافية تنخرط في سجالات ونقاشات حامية الوطيس تغلب وتنتصر لاحدى الثقافتين على الاخرى .

ولعل امثلنا خطابا حين يفاضل بين الثقافتين يلخص بالقول: يحكمون الان العالم وقبلهم حكمنا، صنعوا وافادوا البشرية وكذلك فعلنا، تقدموا علينا وقبل ذلك تقدمنا، لهم الغلبة الان وكانت لنا، إلا انه لله وللتأريخ هذا الخطاب كان لا يشوبه شائبة حتى أخر عشرين سنة، حيث أصبح القاصي قبل الداني يدرك أن الحضارة الغربية في افول واصبحت الثقافة العربية تتفوق عليهم تقريبا في جل المجالات،  ولاظهار الحقائق دون غلو او مواربة كان لزاما أن نقوم بإجراء بعض المقارنات بين الثقافتين، فمثلا لو قارنا بين الثقافتين على صعيد الاستقرار السياسي ندرك، ولله الحمد والمنه، مدى نعمة الاستقرار السياسي في كل ارجاء الوطن العربي، حيث اننا، ولله الحمد، لا نعيش اي تقلبات سياسية و لا نصطدم بأي مطبات أمنية، فالحاكم العربي زاهد بالمناصب الا انه يبقى على مضض في المنصب لعشرات السنين من منطلق وطني وحفاظا على استقرار البلاد والعباد، في حين في العالم الغربي، تجد حياتهم السياسية متعبة جدا ومليئة بالضغوطات، فتجد الانسان الغربي المسكين عليه أن يشارك في الحياة السياسية كل ٤ سنوات، اضف الى ذلك حرق اعصابه وهو ينتظر نتائج الانتخابات، وخوفه من مغبة أن يرفض احد الفرقاء نتائج الانتخابات، ومخاطر التسليم السلمي للسلطة واحتمالية إشتعال الحرب الاهلية في حال رفض احد الاحزاب تسليم السلطة وطعن بنتائج الانتخابات، يعني ضغوط و حرق اعصاب، الانسان العربي ولله الحمد بمنائ مطلق عن ذلك، وهكذا دواليك بالنسبة لموضوع السيادة واختراقات اجهزة الدولة، فلا يمكن لأي انسان على وجه الارض أن ينكر أن اجهزة المخابرات الاجنبية تدخلت في سير انتخابات قائدة العالم الحار والعاصف واثرت على نتيجة الانتخابات فيها، في حين أن العالم العربي ولله الحمد معافى من هكذا ترهات وشبهات وذلك لاستقرار الحياة السياسية فيه ولتشبث العرش بالحاكم، وهنا وجب التنويه قبل الانتقال إلى المقارنة في جانب اخر بين الثقافتين، أن نطالب تلك الاقلام المأجورة والعميلة والتي ديدنها القدح والذم في المشايخ العربية، ان تتقي الله في مشايخ العزبات العربية والذين ظلوا على مضض في مناصبهم من اجل المحافظة على استقرار البلاد ووحدة وسيادة اراضيها.

اما بالنسبة للصناعات فلقد استعاد الوطن العربي دوره الريادي في مجال الصناعات واستطاع أن يقلص الهوه في الصناعة بين المعسكرين، حتى أن الفرق تقريبا لم يعد موجودا، مع ضرورة الاشارة إلى أن هناك أفضلية أخلاقية للصناعات العربية، فتجد أن جل الصناعات الغربية ثنائية الاستخدام، والمقصود هنا امكانية استخدامها في إفادة البشرية وبنفس الوقت يمكن استخدامها لتدمير البشرية والقضاء عليها، في حين أن الصناعات العربية موجهة فقط لافادة البشرية وخدمتها، والامثلة في هذا المضمار كثيرة لا يمكن حصرها، فمثلا الم نصنع اكبر قرص فلافل في التاريخ، الم ندخل موسوعة جينيس بصناعة اكبر صحن حمص، لنكن منصفين، الم تساهم ارقامنا القياسية في مجال صناعة الحمص والفلافل والشاورما في القضاء على المجاعة حول العالم! هل لهكذا صناعات أي مخاطر في تدمير البشرية والقضاء عليها؟! كفانا انتقادا وتجني وإدعاءات وتدليس على الحكومات العربية، اتقوا الله!

اما بالنسبة للجانب الوطني، السرد هنا فقط للتذكير لانه لا يوجد مقارنة اصلا، حيث تجد أن علاقة الانسان الغربي بوطنه علاقة براغماتيه تقوم على اساس اشباع الاحتياجات والغرائز، وأي خلل في ميزان ايرادته و مدخولاته، قد يؤدي إلى فقدان الانسان الغربي صوابه، فتجده ينتقد، ويطالب وقد يحمل حكومته فوق طاقتها لسد العجز في ايراداته وقد يؤدي به الامر في آخر المطاف إلى أن يترك وطنه غير آبه به، في حين تجد الانسان العربي، البقرة الحلوب المقدسة بالنسبة للحكومات العربية، هذا الانسان المسالم، الوديع، راض بنصيبه، مادحا لحكامه واكثر تشبثا ورسوخا في وطنه من اشجار الزيتون والتين. ناهيك اننا الامه الوحيدة التي دخلت موسوعة جينيس بصناعة اكبر علم في التاريخ، يا جماعة الخير يكفي اتهامات الانسان العربي والحكومات العربية بالعمالة والخيانة.

اما بالنسبة للجانب الثقافي والادبي فحدث ولا حرج، لا ننكر أن العالم الغربي عنده برنامجين، ثلاثة على اكثر حد لاكتشاف المواهب الغنائية وصناعتهم لكن لدينا على اقل تقدير عشرة برامج للمواهب الفنيه، لديهم ثلاثين، اربعين برنامج توك شو، عزيزي القارئ، في الوطن العربي لكل مواطن يوجد برنامج توك شو، عزيزي المواطن العربي السعيد من غير الثقافة العربية سجلت حضورا طاغيا في مجال الثقافة في موسوعة جينيس، هل دخلها احد من المطربين سوى صباح فخري! ناهيك عن احترام الحكومات العربية للمثقفين والمبدعين وتقديرهم والدليل على ذلك أصدقني القول اخي المواطن العربي الكريم هل سمعت عن أي امة سوى الامة العربية نالت فيها راقصة لقب الام المثالية!

اليس من المعيب بعد كل هذا الجهود الجبارة التي تقوم بها الحكومات العربية في إلهاء المواطن العربي و تكريم المطبلين والراقصات ان تخرج علينا اقلام عميلة تنتقد الحكومات العربية وتتهمها زورا وبهتانا بأنها لا تشجع الادب و الثقافة والفن .

اما بالنسبة للرياضة، على سبيل المثال لا الحصر، كرة القدم، يا رجل زهقونا عيشتنا بفرق من قبيل ريال، وبرشلونة، وليفربول، وبايرن ميونخ، الخ. هذا لانهم يكيلون بمكيالين، كلام فاضي ما اله أي أساس من الصحة، مبالغات من قبيل الفرق التي لا تقهر، الفرق التي حققت كل البطولات، كذب وتدليس حتى الشيطان لا يقدر عليه، يعني ما سمعت انه اي فريق من هذه الفرق فاز ببطولة ابطال امم افريقيا، او ببطولة امم اسيا ، في حين تجد ان بطولة ابطال اسيا وبطولة ابطال افريقيا حكر على العرب دون سواهم، يا رجل بكفي مبالغات.

عزيزي الان حصحص الحق واصبحت الصورة جلية واضحة، إياك أن يستدرجوك او أن يغشوك مرة أخرى، فهذه الاقلام المأجورة والتي تتغنى مساء صباح بتفوق العالم الغربي، هدفها الوحيد تقزيم الانسان العربي وكسر ارادته و تسميم العلاقة السامية ، الابوية بين الحاكم والمحكوم اخي العربي، هذا غيض من فيض ولولا مقص الرقيب وسلطة رئيس التحرير لجفت الاقلام وهي تخط بحروف من نور إنجازاتنا وتفوقنا على البشرية جمعاء، لكن ما باليد حيلة.

اخي في العروبة وفي الهم، ختاما إنما عزائي وعزاؤك انه:
مولد و صاحبه غايب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى