شاهد: مجازة بالإنكليزية تختار تربية الأبقار
فهي أولاً مُجازة باللغة الإنكليزية، ولم تنتظر أن تنعم بوظيفة أو بعمل في أحد المعاهد لتدريس اللغة، كما أنّها تهتم بمظهرها على الرغم من عملها في الحظيرة، وهو ما لفت انتباه جميع متابعيها على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأثبتت لعائلتها التي رفضت عملها، أو لأولئك الذين شككوا في قدرة خريجة تعليم جامعي على تربية الأبقار، أنّها استطاعت التأقلم مع عمل أحبته من خلال مرافقة والدها أحياناً خلال قيامه ببعض الأعمال الزراعية، كما انتقلت بالمعرفة إلى مستوى أعلى، إذ تلقت دورة تدريبية في بعض الأعمال الزراعية، خصوصاً في تربية الأبقار
وتابعت” بتّ اليوم أعتني بتسع بقرات وثمانية عجول، وأنا من أصحاب المشاريع الصغرى أو من صغار مربي الأبقار، فأحقق بعض الأرباح المقبولة التي تتغير من موسم إلى آخر بحسب إنتاج الحليب، وحبي لعملي يدفعني إلى توسيع المشروع أكثر خلال السنوات المقبلة، وبالرغم من انتقاد البعض لي ولعملي، فقد وجهت أكثر من رسالة خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي حول العمل الزراعي أو تربية الأبقار، وضرورة التشبث بأيّ عمل يمكن النجاح فيه، خصوصاً أنّ تونس تتمتع بمناخ يساعد على العمل الزراعي في عدّة جهات، لا سيما الشمال الغربي”.
ولفتت إلى أنّها تعمل يومياً وتكاد لا تتمتع بأيّ عطلة أسبوعية لعدّة أشهر، فهي تعتني بالأبقار بمفردها، وتتيح لها أن ترعى في المراعي القريبة من الحظيرة في تلك القرية الصغيرة، ورفيقها كتاب وبعض الزاد للأكل، فيما يدوم عملها في الرعي قرابة ثلاث ساعات صباحاً، على أن ترعى الأبقار أيضاً ثلاث ساعات أخرى بعد الظهر، لتعود قبل المغرب إلى الحظيرة، حيث تقدم بعض العلف والماء وتقوم بتنظيف المكان، لتنهي عملها عند الساعة السابعة مساء.
وعلى الرغم من أنّ تربية الأبقار عمل شاق، وظلّت حكراً على الرجال في منطقتها، فإنّ حبها للعمل الزراعي وتربية الأبقار خصوصاً جعلها تتعلم يوماً بعد يوم كلّ ما يتعلّق بهذا المجال من دون أيّ مساعدة، بل إنّها تقوم أحياناً بحرث الأرض لزراعة الأعلاف وبعض الخضر، وتجني المحاصيل رفقة نسوة القرية، لا تخجل بأيّ عمل ولا تشعر بصعوبة ما قد تقوم به لمساعدة والدها.
وأكدت أسماء إنّها لم تنقطع عن المطالعة، فكلما سنحت لها الفرصة تطالع باستمرار أيّ كتب تحصل عليها، حتى خلال رعيها الأبقار، كذلك، تهتم بمظهرها كثيراً، وهو ما أثار انتقاد بعض متابعيها، فعلق بعضهم: “كيف لفتاة تربي الأبقار أن تهتم بمظهرها وتلبس على الموضة.