أخرالاخبارملفات وحوارات

“مجد” اختفى منذ 5 سنوات في مصر.. ووالدته تُناشد الرئيس: “لاأستطيع الترحُم عليه حياً”

هذه الأحداث خيالية لا علاقة لها بالواقع، جُملة نٌطلقها على أحداث درامية غير واقعية، لكن “أم مجد” تتمنى أن يكون ما تمر به حقاً مجرد كابوس، لكنه واقع فرضته الحدود الجغرافية السياسية على كل مُواطن فلسطيني.

ولأن حدس الأم لا يُخطئ، ولا يُفسره العلم، فهو صحيح دائماً دون نظريات علمية مُعقدة، وما حدث مع السيدة ” أم مجد”، خير دليل على ذلك.

قصة أم مجد، بدأت حين فقدت ابنها الشاب “مجد بهجت إسماعيل” دون أن تعلم مصيره، وتجددت آلامها التي لا تنتهي بعد الإفراج عن الشباب الأربعة العائدين من السجون المصرية.

تقول أم مجد  ابني كان مفقوداً قبل العائدين الأربعة بعام، حيث خرج  من غزة بعد حرب 2014، بعد 4 محاولات فاشلة للخروج عبر معبر رفح البري، وفي المرة الخامسة نجح في ذلك”.

واستطردت أم مجد: “في تاريخ 30/8/2014، دخل ابني مصر، وكان حاصلاً على بكالوريوس تمريض، ضاقت به الدنيا وأخبرني أنه يريد الخروج من غزة، والبحث عن عمل خارجها، تقدم لامتحان المزاولة ونجح به، لكنه لم يُوفق في إيجاد عمل”.

وأكدت أم مجد أنها كانت على تواصل مع ابنها خطوة بخطوة، بداية من وصوله إلى معبر رفح، مروراً بوصوله إلى العريش ثم الإسماعيلية، إلى أن استقر في شقة سكنية في الاسكندرية مع مجموعة شباب مثله يريدون الهجرة إلى أوروبا.

تقول: “آخر مرة تواصل فيها ابني معي في تاريخ 6/9/2014، وقال لي لم أتحرك بعد لأن الظروف غير مُناسبة، ولم أتواصل بعد مع الرجل الذي سيُخرجنا، وكانت آخر محادثة بيني وبينه، قلت له خلالها حافظ على صلاتك فرد بالحرف الواحد صلاتي هي التي ستُنجيني، وبعدها سمعنا خبر غرق السفينة”.

توجهت أم مجد فوراً إلى أوروبا، وتواصلت مع السفير الفلسطيني في اليونان مروان طوباسي، والسفير الفلسطيني في إيطاليا مي الكيلة، ولم تتم الاستجابة لها، وأخبرها طوباسي أن اسم ابنها ليس ضمن الأسماء سواء الغارقين أو الناجين.

وكشفت أم مجد أنها تعرضت لتهديدات كثيرة، وقالت: “وصلت لي رسائل تُطالبني بإغلاق فمي حين قلت أنني متأكدة أن ابني لم يغرق”.

بدأت أم مجد رحلتها المُرهقة لمعرفة مصير ابنها، وتقمصت دور المُحقق علها تصل لخيط يُبرد قلبها الموجوع، تقول: “كان ابني قد سافر مع شابين من منطقتنا في غزة، ولو ظهر أحد منهم، سيظهر الآخرين، وبعد أشهر، ظهر أحدهم فعلاً، وأخبر عائلة الشاب الثالث معهما أن ابنهم مسجون في الإسماعيلية، ووردني أن الكثير من الشباب قبض الأمن المصري عليهم من داخل الشقق، وآخرين على الشاطئ أثناء محاولتهم الهجرة”.

وكانت أم مجد، قد قررت عام 2015 السفر إلى مصر للبحث عن ابنها بنفسها، قبل أن يأتيها اتصال وهي على وشك الخروج من المعبر، وكان من شاب أخبرها أن ابني مسجون في سجن عسكري في الاسماعيلية، وأنه قابله هناك.

تروى أم مجد تفاصيل رحلتها: “بقيت في مصر لمدة 3 أشهر وأنا أتنقل بين المراكز، والشوارع، أبحث عن ابني، وبالواسطة، أخبرني لواء عسكري مصري أن ابني موجود في السجن الذي أخبرني به الشاب عبر الهاتف، وقال اللواء: “لا بتعرفوني ولا بعرفكم، هو موجود وبس”.

وأَضافت: “شعرت بالسعادة لأنني لحظتها تأكدت بأنه لم يغرق في البحر، وما زاد يقيني بأنه حي أنني أُرسل له على حسابه عبر (فيسبوك) في كل مناسبة، في يوم الجمعة، في العيد، لأونس وحشتي وأستشعر وجوده، وإذا بي أتفاجأ أنه يتم رؤية الرسائل، وهذا دليل أنهم يفتحون حسابه عبر هاتفه الخلوي، ودليل آخر أنه لو غرق، لغرق هاتفه معه”.

واستطردت: “ذهبت لكثير من الشباب، فكلما وردني خبر أن شاب أُفرج عنه من مصر، أذهب إليه فوراً لأسأله عن ابني، وآخرهم شاب آخر خرج من نفس السجن، وأخذت صورة مجد معي، وسألته إذا ما رآه هناك، فأكد لي أنه رآه ولكنه لم يتحدث إليه، لأنه ممنوع تماماً الحديث هناك داخل السجن، ووصف لي ابني حرفياً، وأخبرني أنه يبدو عليه أنه شاب مُثقف مُتعلم، وأعطاني علامة له لا يعلمها سواي، وهي عادة لابني لم يُلاحظها غيري سابقاً”.

قابلت أم مجد شابين آخرين حين خرج مُعتقلو الجهاد الإسلامي، أخبرها أحدهم بوجود ابنها، وعدد لها أسماء شباب آخرين من غزة أيضاً مُعتقلين معه، وقاموا عوائل الشباب الآخرين بالتوجه إلى فندق الموفمبيك ليُقابلوا الوفد الأمني المصري، الذي لم يفدهم بشيء.

تقول أم مجد أن كل ما سبق أدلة أن مجد حي: “وبغض النظر عن تلك الأدلة أنا إحساسي كأم أن ابني على قيد الحياة، حتى اللحظة يعجز لساني عن نطق جملة “الله يرحمه”، فهو موجود، أنا أموت في اليوم ألف مرة، منذ فقدانه منذ 5 سنوات لا أستطيع أن أضع رأسي على المخدة، ياعالم حتى لو مات أحضروا لي جثته، تعبت من نفسي وتعبت من الناس” .

وتٌناشد أم مجد الرئيس عباس بمساعدتها وإرجاع ابنها إلى حضنها.

وختمت أم مجد: ” هنيئاً لقلوب أمهات العائدين الأربعة الموجوعة كقلبي، علماً أن كل موازين السياسة لاتكفى لوصف وجع قلب الأم على ابنها، وبلغوا القيادة والرئيس عباس بأن أم مجد موجوعة منذ أربع سنوات ونصف فارحموها”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى