عربى ودولى

شاحنات محملة بالذهب وساعات رولكس هدية منظمة مجاهدي خلق الإيرانية

انتشرت في الآونة الأخيرة إشاعات تُفيد بأن المملكة العربية السعودية كانت من أبرز المؤيدين والداعمين لـ”منظمة مجاهدي الشعب الإيراني”، والتي يطلق عليها أيضًا اسم “منظمة مجاهدي خلق الإيرانية“، والتي تُعد أكبر وأنشط حركة معارضة إيرانية تأسست على يد مجموعة من المثقفين والأكاديميين حتى أصبحت الآن توصف بأنها “مذهب”.

وباعتبار أنه لا يوجد أي تقرير ملموس يكشف الدعم السعودي للحركة حتى الآن، عضو سابق في منظمة مجاهدي خلق الإيرانية سرد من خلالها تفاصيل نقل مقتنيات ثمينة من السعودية الى أعضاء المنظمة تُقدر بمئات الملايين من الدولارات.

وبناءا على رواية العضو السابق في المنظمة، والذي أشرف شخصيًا على عمليات نقل المقتنيات، فإن المسؤولين السعوديين العاملين في الجهاز الأمني التابع لرئيس الإستخبارات حينها الأمير تركي بن فيصل آل سعود وبالتعاون مع العاهل السعودي الراحل عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود قدموا 3 أطنان من الذهب الخالص، وأربع حقائب مليئة بساعات تحمل علامة Rolex الشهيرة وجزء من كسوة الكعبة المشرفة، مشيرًا الى أن قيمة الحوالات تُقدر بمئات الملايين من الدولارات.

الملك عبدالله بن عبدالعزيز

وَصّف مسعود خودابانده، المسؤول السابق في منظمة مجاهدي خلق الإيرانية وأحد أعضائها البارزين، شبكة عمليات التهريب ومبيعات السوق السوداء التي لجأت إليها السعودية لتمويل منظمة خلق، وذلك خلال لقاء له مع موقع البوابة.‎

وتابع: “كان يتم شحن الذهب والسلع الثمينة الأخرى من المملكة العربية السعودية الى بغداد، وبعدها يتم بيعها في السوق السوداء في العاصمة الأردنية عمان عبر رجال أعمال مرتبطين بالسعودية، ثم يتم تحويل الأموال الى حسابات خارجية مرتبطة بالمنظمة بهدف تمويل عملياتها”.

في عام 1989، أي قبل عام من هجوم صدام حسين على الكويت، ذهب “خودابانده” وزعيم المنظمة في ذلك الوقت، مسعود رجوي، إلى السعودية بحراسة من الشرطة السرية العراقية، “كان رجوي يقوم بأداء فريضة الحج وأمور أخرى. وبعد عودتنا الى العراق، قُدم لنا حقيبتين وهدايا من الملك عبد الله وولي عهده كان من ضمنها ساعات Rolex والذهب، وكانت هذه الساعات مصنوعة بشكل خاص حيث طُبعت صورة الملك عليها”بحسب اقوال مسعود خودابانده.

وأشار الى أن قامت منظمة خلق قامت بعدها بإزالة صورة رأس الملك من على الساعات وبيعها لرجال الأعمال في السوق السوداء بالعاصمة الأردنية عمان.

وأشار الى أن السعودية قدمت أيضًا قطعة من كسوة الكعبة المشرفة والمطرزة بالذهب بلغت قيمتها 5 ملايين دولار لكن أهميتها الدينية والرمزية تجعلها أكثر قيمة.

 وقال خودابانده: “تم تكليفي بإحضار الذهب في شاحنات خاصة”.

وبمساعدة أربعة أشخاص، اثنين من الجنسية العراقية واثنين من الجنسية السعودية، قام خودابنده بتهريب ثلاث شاحنات مليئة بسبائك الذهب من السعودية إلى بغداد، حيث قدر بأن كل شاحنة تحمل طنًا من الذهب، مما يجعل قيمة الشحنة تُقارب نحو 200 مليون دولار.

“وبعد بضعة أيام رتبت للشحنات أن تُنقل إلى عمان ليتم بيعها هناك” ، أضاف خودابانده: “كنا نعرف عدد قليل من رجال الأعمال الذين يمكنهم فعل ذلك من أجلنا ونقل الأموال إلى حسابات خارجية”.

وأشار خودابانده إلى أن بعض الأموال التي تم الحصول عليها من تعاملاته مع السعودية كانت بهدف شراء مركبات عسكرية.

وتابع: “اشترينا أساطيل كبيرة من سيارات تويوتا شبه العسكرية والعديد من الاحتياجات اللوجستية الأخرى من خلال رجال الأعمال في عمان والمرتبطين بالسعودية “.

مصادر أخرى لتمويل منظمة مجاهدي خلق: صدام والولايات المتحدة

خلال فترة الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، كانت “منظمة مجاهدي خلق” محميّة ومدعومة من قبل صدام حسين، الذي بدوره استغلها واستخدمها كقوة شبه عسكرية لأجنحته الجيوسياسية، والتي شملت حربًا ضد الأكراد وإيران. وبموجب أوامر من صدام، قتلت المنظمة الآلاف من الإيرانيين في الحرب العراقية الإيرانية، حتى اعتبرت خائنة للشعب الإيراني.

واضاف خودابانده  إنه إضافة الى استلام مبالغ مالية من صدام، فإن منظكة خلق الإيرانية قد تم دعمها من بعض الأموال الناتجة عن تصدير النفط العراقي الى المملكة المتحدة.

كما حصلت المنظمة على كميات كبيرة من الأموال عن طريق غسيل الأموال وأنشطة الإحتيال حول العالم.

وكشفت التحقيقات التي أجراها مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) في الشؤون المالية للمنظمة في عام 2004 عن وجود شبكة معقدة من المنظمات الأمامية والمتخفية في هيئة جمعيات خيرية كانت بمثابة مصدر لتمويل المنظمة.

كما تم اكتشاف العديد من قضايا نصب وغسيل أموال في جميع أنحاء أوروبا والولايات المتحدة، بدءا من العاصمة واشنطن مرورًا بتامبا ودالاس ولوس أنجلوس وحتى لندن وستوكهولم وباريس، كما أدارت المنظمة “خلايا” شاركت في عمليات النصب والإحتيال وفي جمعيات خيرية مزيفة.

وكانت إحدى هذه الجمعيات الخيرية المزيفة تسمى “لجنة حقوق الإنسان” حيث شكل أعضاء منظمة مجاهدي خلق ممثلين لها، بحثًا عن تبرعات من أجل توفير العلاج الطبي لأطفال اللاجئين الإيرانيين الجوعى، ومن ثم تم غسل التبرعات عبر تركيا وتحويلها مرة أخرى للقاعدة الرئيسية في العراق، حيث تم استخدامها “لتمويل العملية الإرهابية لمنظمة مجاهدي خلق” وفقًا للتقرير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى