منوعات

سخروها سنوات في تجارب طبية وتركوها بلا طعام.. مأساة قطيع شمبانزي بجزيرة ليبيرية

في كل صباح تغادر جيني ديزموند الناشطة في مجال الحفاظ على البيئة وحقوق الحيوان البر الرئيسي لليبيريا في قارب محمل بالفاكهة والخضراوات في رحلة بحرية تستغرق أربع ساعات إلى جزر لا يقطنها سوى قطيع يضم 66 من حيوانات الشمبانزي.

وفيما يبحر القارب مقتربا من الجزيرة الأولى ينطلق قطيع من الشمبانزي مبتهجا لاستقبال القارب وصاحبته وهي حيوانات سليمة لكن قصتها تثير الشفقة: فهي تستخدم منذ سنوات طويلة في التجارب الطبية ثم تركت بعد ذلك دونما طعام.

وقالت ديزموند التي تتولى هي وزوجها جيم ديزموند رعاية هذه الحيوانات وغيرها في دول أخرى، وانتقلا أخيرا من كينيا إلى ليبيريا “في أول يوم توجهنا فيه بالقارب كانت تخالج الحيوانات الجائعة مشاعر الرهبة والصراخ طلبا للطعام ما جعل دموعي تنهمر”.

وهي قصة تثير أسئلة مزعجة عن مسؤولية البشر عن الحيوانات بمجرد انتهاء التجارب الطبية حيث تواجه الحيوانات البائسة الجائعة مشاكلها في ليبيريا التي لا تزال تتعافى من وباء الايبولا الذي قتل أكثر من 4800 شخص وعطل مساعى البلاد النهوض من كبوتها بعد ان كابدت واحدة من أشرس الحروب الأهلية في غرب القارة الإفريقية.

وقال مركز نيويورك للدم على موقعه الالكتروني إنه أجرى تجاربه على هذه الحيوانات منذ أكثر من عشر سنوات بموافقة الحكومة الليبيرية في محاولة لابتكار لقاح زهيد الثمن لعلاج الالتهاب الكبدي الوبائي (بي) الذي أنقذ منذئذ أرواح ملايين البشر.

وأوقف المركز تجاربه على هذه الحيوانات عام 2004 وانتهت علاقته بالمعهد الليبيري للأبحاث الطبية الحيوية بعد ذلك بثلاث سنوات وقال المركز إن ليبيريا تمتلك هذه الحيوانات.

وقال المركز إنه في يناير الماضي بعث بإخطار يتضمن مهلة مدتها بضعة أشهر بأنه سيوقف رعاية الشمبانزي بعد أن ظل المركز خمس سنوات يبحث عن علاج.

والآن تعتزم ديزموند وزوجها تسجيل الحيوانات لدى منظمة ليبيرية غير حكومية لإنقاذ الشمبانزي وإنشاء ملجأ لها يحتفظ فيه بمثل هذه الحيوانات وغيرها الجريحة جراء أنشطة الصيد كحيوانات أليفة يعاد تأهيلها ثم تطلق في البرية في نهاية المطاف.

وقال المركز إن رعايته للحيوانات تنبع من منطلق تطوعي بحت “ونحن نقترح وضع قاعدة لمناقشة الجوانب والمسؤوليات الإنسانية ما يسمح لليبيريا بالنهوض بمسؤولياتها … لم يعد المركز ينشغل بأبحاث الرئيسيات من الحيوان والمركز ليس في موقف يتيح له مناقشة حقوق الحيوان واستخدام الحيوانات في مجال الأبحاث أو أمور أخرى.”

وأضاف أن حكومة ليبيريا كانت قد أقامت منذ بضع سنوات دعوى تحكيم ضده بشأن الاتفاقيات بينهما لكنه لم يفصح عن أي تفاصيل على موقعه الالكتروني ولم يرد على مكالمات هاتفية ورسائل الكترونية في هذا الشأن.
ولم يتسن الاتصال بحكومة ليبيريا للتعليق.

وتقوم ديزموند برحلتها اليومية إلى حيوانات الشمبانزي وبرفقتها جوزيف توماس وهو ليبيري يعمل لدى المركز منذ 36 عاما ويعرف الحيوانات جميعها بأسمائها ويشرف على رعايتها وتقديم الطعام لها لدى الوصول الى الجزر.

ومن بين الحيوانات (بوليت) وهو بيد واحدة بعد أن تعرض لإطلاق النار أثناء اصطياده أما (سامانتا) فعمرها نحو خمسين عاما وهناك أيضا غيرها من الحيوانات.

وتقع خمس جزر قرب مصب نهر (ليتل ليباسا) وتقع جزيرة أخرى في عرض نهر (فارمنجتون) القريب.

وقال توماس إن المركز وعد بإنشاء صندوق لتمويل رعاية الحيوانات لمدة 50 عاما لكنه أعلن في يناير كانون الثاني الماضي انه سيوقف التمويل في مارس، مشيرا إلى تسيير شؤون الحيوانات دونما تمويل فيما توشك الحيوانات على الهلاك “ذات مرة ظلت حيوانات الشمبانزي دون طعام ثلاثة أيام”.

وقال المركز إن أحد أفراده عرض تقديم الرعاية لها فيما قالت ديزموند “لأن هذه الحيوانات ساعدت في إنقاذ حياة الإنسان فإنها تستوجب الاحترام”.

وجمعت منظمة أمريكية لرعاية الحيوان أكثر من 200 ألف دولار من خلال التمويل الجماعي وتتلقى الحيوانات طعاما بصفة يومية الآن.

واعتاد توماس على تخدير الشمبانزي، وقال “كنت أمثل الوجه القبيح لها أما الآن فاني أقدم لها الرعاية وساهمت في بناء الثقة بيننا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى