أخبارمصرأخرالاخبار

بعد القضاء على “فيروس سي”.. مصر تقترب من هزيمة “فيروس بي”

عد النجاح الكبير الذي حققته مصر في مبادرة القضاء على الالتهاب الكبدي الفيروسي “سي” بشكل نهائي تقريبا وعلاج نحو مليون و540 ألف مُصاب به واكتشاف “علاجات شافية”، تستعد الحكومة المصرية لتحقيق خطوة جديدة في هذا المجال مستهدفة القضاء نهائيا أيضا على “فيروس بي”، حيث ساهمت إجراءات مواجهته مؤخرا في انخفاض نسب الاصابة به بشكل كبير.

انخفاض في إصابات “بي” بمصر

ورغم عدم اكتشاف علاج شاف من “فيروس بي” حتى الآن، إلا أن تقرير حكومي استند على بيانات وزارة الصحة والسكان، أشار إلى نجاح مصر في خفض نسب الإصابة مقارنة بعدد السكان في السنوات الأخيرة، مع مساع لتحقيق مزيد من انخفاض الإصابات في الفترة المقبلة.

وحسب “التقرير الحكومي”، الذي أطلعت بوابة مباشر  على نسخة منه، تبلغ نسب الانخفاض في إصابات “فيروس بي” بمصر خلال السنوات الماضية نحو 77.8 بالمئة.

تطعيم مجاني وأجسام مضادة

ويُرجع خبراء أمراض الكبد والجهاز الهضمي البداية الحقيقية لمكافحة “فيروس بي” إلى تسعينات القرن الماضي، حين فرضت وزارة الصحة التطعيم بالمجان ضد الفيروس بشكل إجباري على الأطفال في مصر، داخل نحو 5 آلاف مركز ووحدة صحية في مختلف أنحاء الجمهورية، كما وفرت الحكومة تطعيم “فيروس بي” للبالغين بمقابل مادي بسيط.

وأعقبت تلك التحركات جهود أخرى استهدفت إجراء الكشف عن الأجسام المضادة لـ”فيروس سي” لـ 60 مليون مواطن، وكانت النتيجة ظهور تلك الأجسام لدى قرابة 4.8 بالمئة من المفحوصين، وبعد إجراء تحاليل PCR لهم، ظهرت نسب الإصابة الفعلية في مصر وبلغت مليون و540 ألف، بحسب إحصائيات وزارة الصحة، وتم علاجهم بالمجان ضمن حملة “100 مليون صحة”.

وكانت منظمة الصحة العالمية تُقدر معدل انتشار الإصابات بفيروس سي في مصر قبل إطلاق “100 مليون صحة” بنحو 22 بالمئة من المصريين، لكن إجراء الفحوصات لـ60 مليون مصري كشف أن معدل الإصابة كان يتراوح حول 3 بالمئة فقط.

انحسار الإصابات وثورة علمية مرتقبة

وتقدر تقارير حكومية نسب الاصابة بـ”فيروس بي” بحوالي 4.5 بالمئة من عدد السكان وذلك قبل انطلاق حملات المواجهة عبر “التطعيمات” في السنوات الماضية، لكن تلك النسب انخفضت إلى “أقل من 1 بالمئة” من عدد السكان خلال عام 2021.

وتقول مصادر حكومية، فضَّلت عدم ذكر اسمها، إن الجهات المعنية سواء هيئة الدواء المصرية أو هيئة الشراء الموحد أو وزارة الصحة والسكان أو المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية تتابع باهتمام بالغ التجارب الجارية على علاجات شافية من “فيروس بي” تجري في دول متقدمة.

وتضيف المصادر أن الدولة المصرية تسعى للتعاون مع شركات الأدوية لتوفير تلك العلاجات فور إجازتها للاستخدام من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية، لتكون متاحة لمصابي “فيروس بي” في مصر.

الأطفال

وحسب التقرير الحكومي عن “فيروس بي” فإن معدلات انتشاره بين الأطفال الأقل من 15 سنة في مصر حاليا أصبحت أقل من 0.1 بالمئة.

وعزا الدكتور محمد عز العرب، مؤسس وحدة أورام الكبد بالمعهد القومي للكبد وسكرتير عام جمعية سرطان الكبد المصرية، الانخفاض الكبير في معدل انتشار “فيروس بي” بين الأطفال، إلى فرض “التطعيم الواقي” على حديثي الولادة في مصر منذ عام 1992.

وأوضح عز العرب أن أطباء وخبراء أمراض الكبد في مصر قدروا نسب الإصابة بفيروس بي بحوالي 1 إلى 2 بالمئة بعد انخفاض الإصابات.

إعلان مصر خالية من “فيروس سي” قريبا

وبخلاف التقارير الرسمية، يرصد خبراء أمراض الكبد والجهاز الهضمي انخفاضا كبيرا في معدل الإصابة بفيروس سي حاليا، حيث تعتبر مصر من أوائل دول العالم التي اقتربت من القضاء عليه نهائيا.

ويقول الدكتور عزب العرب أن معايير منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن وجود معدل إصابة أقل من 1 بالمئة في دولة معناه أن تلك الدولة قضت على المرض، موضحاً أن «سنة الهدف العالمي» لتحقيق هذا الأمر هو 2030، ولكن مصر سبقت دول العالم بالمبادرة الرئاسية للقضاء على الفيروس.

الوقاية مكملة للعلاج

أكد الدكتور رفعت كامل، رئيس أقسام الجراحة وأستاذ الكبد بكلية طب عين شمس، أن الدولة قطعت شوطا طويلا في مواجهة فيروس بي، عبر توفير التطعيمات الوقائية منه لكل الأعمار وكذلك العلاج بالمجان لمن يحتاجه، وما يتبقى هو «الشق الوقائي» المكمل للعلاج، بأن يتجنب المواطن ما قد يسبب العدوى، حيث ينتقل الفيروس عن طريق الدم.

وأضاف كامل، في حديث  أن هناك تشديدات في أماكن تقديم الخدمة الصحية بتعميم استخدام الحقن المعقمة ومختلف الأدوات الطبية خصوصا في عيادات الأسنان، وغيرها من الأمور التي قد تسهم في نقل العدوى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى