مقالات

الوجه الآخر للمشاهير

بقلم  \محمد الصيفي

لطالما أخذنا الإعجابُ كثيراً بالكثير من المشاهير في كافة المجالات نظراً لأننا لا نرى منهم إلا الوجه المشرق الذي يقدمونه لنا، فنتصورهم _كلنا أو بعضنا_ أنهم أكثر منا كمالاً ومثالية وسعادة.

وهذا الإعجاب حجب عنا فكرة النظر للمشاهير من زاوية أُخرى، وهي أن لهم حياة خاصة غير التي نراها، يمارسون فيها طقوسهم مع المقربين منهم، ويحاولون إخفاء معالمها ويرون أن الاقتراب منها خط أحمر كي لا يُكشف المستور.

في كتابه ” كان لنا أيام في صالون العقاد” للكاتب” أنيس منصور” والذي استعرته من الأُستاذ “حسني العطار” يروي منصور عن العقاد قوله :

إن والدة الزعيم السوفيتي “ستالين” كانت تناديه “تعال يا سوسو” روح يا سوسو” لأن إسمه “يوسف ستالين” فهي لا تعرف أن إبنها يحكم نصف الكرة الأرضية وأعدم ملايين الأُمهات والزوجات، ولما سألوها إن كانت تعرف ما يفعله ابنها ؟ قالت :لا أعرف، ولكني لا أزال أذكر أنه عندما كان شاباً هجم على إحدى عربات البريد وقتل سائقها واستولى على ما فيها من فلوس، وهو ناعم كالقطة لا صوت له في البيت.

وزوجة الفيلسوف ” كارليل” كانت أعف إمرأة، فعندما مات كشفت للعالم إنها لا تزال عذراء رغم تغني زوجها بالفحولة والرجولة.

وقالت اخت “نيتشه “عنه: إنها لم تشعر بعظمة أخيها، بل شعرت أنه مريض مجنون وطالما نصحته بالكف عن كتابة الفلسفة.

وأجابت “إيفا براون” زوجة “هتلر” عن سؤال بسؤال: هل أنتِ سعيدة في حبك؟ هل يسعد من يعيش مع هتلر؟، إنه رجل قليلاً جداً وطفل كثيراً جداً، وأستطيعُ عد المرات التي لمسني فيها ثم قبلني لينام.

وعن الأديب الكبير الذي كان يرتدي ملابس الفتيات ويتجمل مثلهن ” تنسى وليامز” قالت أُمه: إن ابني يتحول من الرجولة للأنوثة لكي يزداد احتقاراً للمرأة.

وتقول الفتاة اليهودية الغانية : ” لو_ سالومي” والتي أحبها بجنون ثلاثة من عظماء العصر (الفيلسوف الالماني “نيتشه”، عالم النفس النمساوي “فرويد” ، والشاعر الالماني التشيكي “ريلكه “) وهي كانت تعرف ذلك ولا يرضيها إلا جمعهم معاً وترى هوان القلب وعذاب العقل، فركبت عربة وجعلتهم يتعلقون بها ويجرونها، وهي تمسك الكرباج في يدها ،لا تضربهم، ففي الصورة ذلة وهوان، وهم لا يجدوا حرجاً في ذلك.

إن ما سبق يؤكد أن الصورة النمطية الرائعة التي رسمتها ابتسامة المشاهير في أذهاننا هي صورة ليست صحيحة، بل إن ابتسامات كثير منهم هي “ضحكة صفراء”، وأن الأموال والإمتيازات التي يحصلون عليها لم تصنع لهم السعادة، وأنه ربما رجل بسيط في مكان بسيط لا يعرفه الكثيرون يشعر بسعادة غامرة ومنسجم مع نفسه ومع الله والناس أكثر بكثير ممن تلاحقهم الأضواء، فاعتبروا يا عشاق الشهرة والأضواء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى