مقالات

السياسة والأخلاق بقلم:د. رياض عبدالكريم عواد

د. رياض عبدالكريم عواد

وصف السياسة بأنها فعل لا أخلاقي هو فعل سياسي مقصود هدفه شيطنة السياسة بصفة عامة وإبعاد الناس عنها، وخلق وهم عند هؤلاء الناس انه من الممكن حل مشاكلهم بعيدا عن السياسة. انه نوع من التعميم بهدف التضليل.

أن فشل حزب أو مجموعة في تحقيق أهدافها السياسية لا يعني بالضرورة فشل السياسة كعلم وممارسة، ولكن يعني ببساطة فشل هؤلاء في تحديد اهدافهم بدقة، وتقدير إمكانياتهم ووسائل القوة التي يملكوها بطريقة صحيحة، ومعرفة أولوياتهم والوسائل الملائمة التي تتناسب مع كل تلك الشروط والاهداف. ساناقش ثلاث قضايا رئيسية فقط لها علاقة بهذا الموضوع: الهدف/الاهداف، الوسائل النضالية، معسكري الأصدقاء والاعداء

اولا، الاهداف

عدم المبالغة في تحديد الاهداف والتفريق الدقيق والواضح بين الأهداف الاستراتيجية البعيدة والأهداف التكتيكية الممكنة التحقيق، التي تتلائم مع موازين القوى المحلية والإقليمية والدولية، هي واحدة من أهم الشروط التي تتسم بها السياسة الناجحة، بعيدا عن المواقف الايدولوجية وما يسمى بالثوابت الدينية أو القومية.

ان اثقال كاهل المجتمع بهذه الثوابت هدفه الحقيقي الانتصار للشعارات في معركة التنافس الداخلي مع القوى السياسية الأخرى بعيدا عن السعي الى تحقيق إنجازات حقيقة للشعب والقضية. ان الهدف الحقيقي من هذه السياسة هو الانتصار للحزب وتعظيم تواجده بين الناس الذين من السهل تضليلهم باستخدام الشعارات الكبيرة وآيات القرآن والأحاديث والشعر والخراريف. أن تضخيم الهدف/الأهداف يدفع إلى الكذب والى اتباع سياسة أقرب إلى الفهلوة والشعارات والمناكفات.

فلسطينييا يجب أن يكون هدفنا واضح ومحدد وهو إنهاء الاحتلال عن الأراضي الفلسطينية المحتلة في عام 1967 بما فيها القدس الشرقية.

ثانيا، وسائل النضال

تحديد الهدف الوطني والمجمع عليه من اكثرية المجتمع، والذي يتفق مع الشروط الموضوعية والذاتية وموازين القوى على مختلف الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية يحتم على القوى السياسية أن تحدد وسائل النضال الرئيسية التي يجب أن تتبناها، بعيدا عن استخدام هذه الوسائل في تحقيق مكاسب إعلامية أو تنظيمية أو تكبير حصتها من السلطة.

يجب أن تتلائم هذه الوسائل النضالية مع إمكانيات المجتمع ولا تكون سببا في انهاكه وتدميره أو دفعه لعقد تحالفات يكون هو وقضيته ذيلا تابعا فيها، وأداة لفقدان الاستقلال والقرار الوطني، تحت ضغط الحاجة إلى الدعم المادي واللوجستي التي يحتمه اختيار وسائل النضال الخاطئة والتي تؤدي إلى تحميل الشعب وزر هذا الاختيار والاستخدام.

أن اختيار الوسائل النضالية غير الملائمة للشروط التي ذكرناها أعلاه يجعل الحزب أو التنظيم واجنحته التنظيمية عرضة لتكديس عدد كبير من الباحثين عن مصالحهم الخاصة ضعيفي النفوس داخل هذا التنظيم، حيث يتحول هؤلاء الى إلى عبء مالي وتنظيمي وفكري، إضافة إلى انهم يشكلون الحلقة الأضعف التي من الممكن أن يستخدمها العدو في الاختراقات الأمنية والسياسية، إضافة إلى الضعف السياسي والايدلوحي والمعرفي لكوادر وقادة المستقبل الخارجين من رحم هؤلاء الذي يتكدسون داخل التنظيم أو الحزب.

أن الوضع الفلسطيني وموازبن القوى السائدة والتجربة الفلسطينية الطويلة تؤكد أهمية تبني النضال الشعبي السلمي كوسيلة رئيسية للنضال من أجل إنهاء الاحتلال، كما تؤكد بوضوح أن مرحلة العمل العسكري بما عليها من سلبيات ولها من ايجابيات قد حققت هدفها، وأنها لم تعد تلائم هذه المرحلة، بل أن استمرارها يشكل عبء كبير على المجتمع في مختلف المجالات ويقف عثره أمام تقدمه وتحقيق اهدافه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى