مقالات

انْ رَمَى الدهرُ سِهَامَه أتَّقِيها بفؤادي

 كتب /اسامه طموم

عنوان مقالى هو جزء من كلمات النشيد الوطنى لمصر في الفترة من 1923 حتى 1936 ” اسلمى يامصر ” للشاعر الأديب المصرى مصطفى صادق الرافعى ، ووجدت فيه ما يعبر عن الحالة التي تعيشها مصر خلال تلك المرحلة من تاريخنا المعاصر، ومدى حجم الأخطار والسهام المصوبة من الأعداء الذين لا يريدون الخير والاستقرار لهذا الوطن ومحاولاتهم المستمرة لتطويق الدولة المصرية بكل الطرق سواء كانت بالإرهاب في سيناء أو محاولات العبث والاقتراب من حدودنا الغربية مع الشقيقة ليبيا ، من خلال التدخل التركي في الشأن الليبي لاستعمارها والسيطرة على ثرواتها ودفع أعداد كبيرة من الإرهابيين والمرتزقة بهذه المنطقة لمحاولة تهديد الأمن القومي المصري لكسر الخط الأحمر التي حددته مصر لاستفزاز الدولة المصرية ، ولكن لن يستطيعوا تنفيذ مخططاتهم بالنيل من مصر؛ وهذا ما يؤكده الرئيس “عبد الفتاح السيسى” خلال مؤتمر مشايخ وأعيان ليبيا يوم الخميس ” إن مصر حال تدخلت في ليبيا ستغير المشهد العسكرى بشكل سريع وحاسم ، مشيرا الى أن الجيش المصرى من أقوى الجيوش في المنطقة وافريقياً ، كما شدد في كلمته خلال المؤتمر أن الدولة المصرية لن تقف مكتوفة الأيدى حال تجاوز خط سرت – الجفرة ، ولن تقبل بزعزعة أمن واستقرار المنطقة الشرقية في ليبيا. وتحت شعار” مصر وليبيا شعب ..واحد ..مصير واحد ” أعلن مشايخ واعيان القبائل الليبية عن كامل تفويضهم للرئيس ” السيسى والقوات المسلحة المصرية ” للتدخل لحماية السيادة الليبية واتخاذ كافة الإجراءات لتأمين مصالح الأمن القومى لليبيا ومصر ومواجهة التحديات المشتركة . إن مصر على مر العصور لم تكن دولة استعمار وستظل على هذا العهد قادرة على حماية أراضيها وثراوتها ، وليس لها أطماع في أي دولة شقيقة وسيبقى جيشنا العظيم يحمى ولا يهدد قادر على حماية الأمن القومى داخل الحدود وخارجها، ومن الغرب الى الجنوب . وعلى صعيد اخر نجد تهديدات أخرى من جانب دولة إثيوبيا بشأن سد النهضة التي مازالت تنتهج أساليب المماطلة والتسويف منذ بداية الانشاء وحتى الان ؛ ومؤخراً قامت بعمل مناورة لجس النبض ببدء ملء السد حيث أشارت تقاير إعلامية إلى أن وزير الرى الإثيوبي أمد الإعلام بتقرير يفيد أن بلاده قد بدأت عملية تعبئة خزان سد النهضة رغم تعثر الاتفاق مع مصر والسودان ؛ وقامت مصر بطلب إيضاحاً رسمياً من إثيوبيا بشأن ملء سد النهضة ، وقد أعتذر وزير المياه والطاقة الإثيوبى عن تصريحاته السابقة المتعلقة ببدء ملء خزان سد النهضة وقال في تصريحات نقلها التليفزيون الإثيوبى ” نعتذر عن سوء التفسير للتقرير السابق على صفحتنا على وسائل التواصل الاجتماعى الذى تناول بدء ملء السد ” موضحاً أن المفاوضات سوف تستمر بما يتماشى مع مصلحة إثيوبيا ؛ والمتابع لهذا الملف يجد أن الجانب الاثيوبى يحاول التأثير وإظهار مصر بأنها تريد أن تستأثر بمياه النيل وهذا كذب وافتراء وموقف مصر واضح من البدايه بحق إثيوبيا في التنمية بشرط عدم الاضرار بمياه النيل لدولتي المصب السودان ومصر ونسير فى هذا الاتجاه بصبر يفوق الاحتمال واضعين في الاعتبار أن مصر بإعتبارها الأكبر في المنطقه يجعلها تتعامل في هذا الملف بكل الطرق الدوليه المتاحة للحفاظ على العلاقات بين البلدين ووضع المجتمع الدولى ممثلاً في مجلس الامن والاتحاد الافريقى عند مسئوليته درءًا لمنع الوصول الى عدم توافق وإصرار الجانب الاثيوبى لاتخاذ اى اجراء من شأنه الاضرار بمصالح مصر المائيه لمصر والسودان وما قد يترتب عليه هذا الاجراء لا قدر . لقد بات واضحاً أن العالم في علاقاته الدولية تحكمه المصالح بغض النظر عن أمور أخرى ؛ دون مراعاة مصالح الشعوب المختلفة ؛ وهذا ما يعسكه تخازل دول كبرى ومنها بعض الاشقاء في ملفات تمثل تهديداً مباشراً للشقيقة الكبرى مصر مثل الوضع في لبيبا ورعونة وسفاهة أردوغان وأحلامه بالخلافة في المنطقة ؛ وملف سد النهضة مع إثيوبيا وما يسفر عنه من تعطيش دولتان بحجم مصر والسودان يفوق عدد سكانهما ما يقرب من مئة وخمسين مليون نسمة ؛ ويجب أن تعلم هذه الدول الشقيقة أن محاولة اضعاف مصر سوف يكون له تأثير كبير بالمنطقه بمعنى أن اضعاف مصر سيكون اضعاف للمنطقه بأكملها ؛ ومصر قادرة على ردع أي عدوان بل والتعامل مع عدة مواقف في وقت واحد بكل مهاره واقتدار ؛ فمصر هي التي قامت بمحاربه الإرهاب ،والعمل في الإصلاح الاقصادي والبنية الاساسية وتقوية وتسليح الجيش بأحدث الاسلحة في وقت واحد دون الإخلال بملف على حساب أخر ، وأظن أن الوضع الحالي يظهر من يتعاون معنا ويقف بجوار مصر في هذا الوقت ومن يتعامل باللون الرمادى تجاه مصالحنا وأمننا القومى . إن الوقوف على الحياد في هذا الوقت من تاريخ الوطن يصبح خيانة ، فلابد لجميع المصريين الوطنيين بلا استثناء ان يدعموا موقف الدولة والرئيس لمواجهة كافة التحديات التي تواجهنا واضعين كل ثقتنا بهم للعبور بسلام من كافة الصعاب والحفاظ على أمن وسلامة هذا الوطن الغالى علينا جميعاً … واسْلَمِي في كُلِّ حين … حفظ الله مصر عزيزة مكرمة ؛؛

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى