أخرالاخبارملفات وحوارات

12 ساعة على حدود مصر.. ماذا يقول جنود إسرائيل؟

انتقد عدد كبير من جنود سلاح حرس الحدود بالجيش الإسرائيلي الصعوبة التي يواجهونها في إجراء مناوبات حراسة تستمر لـ12 ساعة على حدود مصر.

وقال أحد الجنود وفقا لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن اسمه لأنه ليس مخولا بالتحدث لوسائل إعلام: “الاعتقاد بوجود تهديد محتمل صعب للغاية في بعض المناطق. من الصعب التعامل مع الأمر على محمل الجد”.

ويحقق الجيش الإسرائيلي في سبب عدم وجود تنبيه بعد تسلل الجندي المصري إلى إسرائيل، ويفحص الترتيبات الأمنية المحيطة بالبوابات الصغيرة المختلفة في السياج الفاصل مع مصر.

ويجري الجيشان الإسرائيلي والمصري تحقيقا مشتركا في دوافع منفذ الهجوم، حيث قام ضابط مصري كبير بزيارة موقع الهجوم بعد ظهر الأحد وتحدث مع الجنرال الإسرائيلي توليدانو وكوهين، حسبما أفادت هيئة البث الإسرائيلية “كان”.

وشدد كبار القادة السياسيين والعسكريين مرارا وتكرارا على أن إطلاق النار لا يعكس العلاقات بين البلدين، والتي أصبحت قريبة بشكل متزايد في المسائل الأمنية منذ معاهدة السلام التي وقّعها الجانبان عام 1979 وأنهت رسميا عقودا من العداء المسلح بينهما.

وتشهد الحدود الإسرائيلية-المصرية هدوءا إلى حد كبير منذ أن وقع البلدان على معاهد سلام في عام 1979، وهو أول اتفاق سلام لإسرائيل مع دولة عربية.

وفي العقد الأخير، بنت إسرائيل جدارا كبيرا على طول الحدود، يهدف إلى حد كبير لإبعاد المهاجرين الأفارقة وجهاديين ينشطون في سيناء المصرية.

“شهر العسل بين مصر وإسرائيل سيتأثر بسبب عملية الحدود” ، هكذا عنونت صحيفة “يسرائيل هايوم” الإسرائيلية مانشتها الصادر اليوم الاثنين، محذرة من أن العملية التي نفذها جندي مصري وقتل فيها 3 جنود إسرائيليين وأصاب آخر قبل أن يلقى حتفه ستؤدي لتعقيد العلاقات بين تل أبيب والقاهرة.

وأشارت الصحيفة إلى أن بالرغم من العلاقات بين إسرائيل ومصر، وخاصة التعاون الأمني، هي ركيزة من ركائز الأمن القومي لكل منهما، وبعد 44 عامًا من توقيع اتفاقية السلام بين إسرائيل ومصر، أثبت الهجوم المميت على الحدود الذي أودى بحياة ثلاثة جنود إسرائيليين ، مرة أخرى مدى تعقيد العلاقات بين البلدين.

وأضافت يسرائيل هايوم أن الحادثة المأساوية على الحدود بين البلدين على وجه التحديد جاءت في ذروة شهر عسل في العلاقات بين البلدين، حيث كان هناك تعميق في التعاون الأمني والاستخباراتي بين الآليات الأمنية في السنوات الأخيرة.

وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن مصر لعبت دورًا حاسمًا في التوصل إلى تفاهمات وترتيبات لإنهاء جولات القتال بين إسرائيل والمنظمات الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة ، واستمر التعاون في مجال الطاقة في التوسع ، وسجلت زيادة كبيرة في عدد السياح الإسرائيليين الزائرين لمصر.

وأضافت: “هناك عاملان رئيسيان لهذا الاتجاه: الأول دعم إسرائيل غير المشروط للنظام الحاكم في مصر عقب انتهاء حكم الإخوان والذي جاء بعد الإطاحة بالرئيس محمد مرسي وتم حظر جماعة الإخوان المسلمين، والثاني وجود عدو مرير مشترك في شبه جزيرة سيناء ، حيث تنشط خلايا مسلحة من تنظيم داعش ، والتي بالرغم من ضعفها في الآونة الأخيرة ، إلا أنها تصمد بل تلحق الضرر بقوات الجيش المصري المنتشر في سيناء بشكل غير مسبوق”، على حد قولها.

وتابعت: “على خلفية الحرب لطرد خلايا داعش، وافقت إسرائيل على جلب قوات عسكرية مصرية ذات نطاق وتسليح أكبر بكثير من تلك المتفق عليها في اتفاقية السلام بين البلدين، حيث أن شبه جزيرة سيناء منزوعة السلاح منذ فترة طويلة على النحو المنصوص عليه في الملحق العسكري لاتفاقية السلام ، ومن المرجح أن تنشأ الخلافات في هذا الصدد في اليوم الذي يتم فيه القضاء على وجود داعش هناك”.

وأضافت: ” تأتي الحادثة المأساوية على الحدود في وقت تقود فيه دول عربية كبرى وعلى رأسها مصر والسعودية تحركات قد تسبب توترات مع إسرائيل، حيث أنهم يدرسون هذه العلاقات في سياق سياسة الحكومة الإسرائيلية ، خاصة فيما يتعلق بإيران، والتغيرات في السياسة الأمريكية تجاهها، وفي القاهرة والرياض، يتابعون عن كثب النهج الهادئ الذي تتجه إليه إدارة بايدن تجاه إدارة نتنياهو، وتفضيل الإدارة الأمريكية التوصل إلى اتفاق بشأن الملف النووي مع إيران”.

وقالت: “على هذه الخلفية، بدأت عدة دول عربية، بقيادة المملكة العربية السعودية، بإعادة فحص علاقاتها مع إيران، وأعلن مؤخرا أن مصر تجري محادثات معها لرفع التمثيل الدبلوماسي إلى مستوى السفراء”.

وأوضحت الصحيفة العبرية أن هذه الاتجاهات الإقليمية تؤرق صناع القرار في تل أبيب، حيث أن العلاقات بين إسرائيل ومصر، وخاصة التعاون الأمني، هي ركيزة من ركائز الأمن القومي لكل منهما، ومع ذلك، من السابق لأوانه تحديد كيف وإلى أي مدى يمكن أن تؤثر الاتجاهات الأخيرة في الشرق الأوسط على العلاقات الإسرائيلية المصرية.

وأختتمت الصحيفة تقريرها قائلة: “مع الكشف عن الحادث على الحدود ، أجرت إسرائيل ومصر اتصالات مكثفة على مختلف المستويات، وتم تعريف الحادثة على أنها غير عادية ، وتم الاتفاق على إجراء تحقيق مشترك وأن كل طرف من الأطراف سيبذل قصارى جهده لمنع تكرار حالات مماثلة في المستقبل”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى