رياضة

أيهما أفضل لبايرن..صرامة غوارديولا أم تساهل أنشيلوتي؟

كثرت الانتقادات التي طالت المدرب كارلو انشيلوتي بسبب أداء الفريق البافاري غير المقنع إجمالا، ما دفع البعض إلى التساؤل: هل كان اختيار أنشيلوتي مناسبا لبايرن؟ وأيهما أفضل المدرب الإيطالي الحالي أم سلفه الإسباني غوارديولا؟في معظم مباريات الموسم الحالي، لم يكن أداء بايرن ميونخ كما ينتظر منه عشاقه . ففريق أنشيلوتي، غالبا ما يحبس أنفاس جمهوره، بفوزه في اللحظات الأخيرة وبشقّ الأنفس. وغالبا ما تكون نتيجة الفوز بفارق هدف واحد فقط. والأمثلة على ذلك كثيرة منها مباراة بايرن ميونخ الأخيرة في البوندسليغا أمام انغولشتادت في الجولة الـ20، والتي كادت أن تنتهي بالتعادل السلبي بين الفريقين، وفي اللحظة الاخيرة من المباراة وتحديدا في الدقيقة 90 سجل أرتورو فيدال الهدف الأول وتبعه روبن بتسجيل الهدف الثاني في الدقيقة 91. هذا المشهد تكرر في اللقاء أمام فرايبورغ أيضا، وحقق فيه بايرن الفوز في الوقت بدل الضائع بهدف أحرزه ليفندوفسكي!

هل أنشيلوتي ملائم لبايرن؟

أسلوب الفوز "في اللحظات الاخيرة" جعل أنشيلوتي عرضة لانتقادات كثيرة من محللي الكرة ووسائل الإعلام. وهو ما رفض رئيس مجلس إدارة بايرن كارل هاينز رومنيغيه أن يفهمه قائلا "من الجنون أن نوجه انتقادات دائمة لمدرب، بسبب الفوز بفارق هدف واحد فقط" وأضاف يقول" إن الانتقاد هو طبع سخيف و مألوف لدى الألمان".أما رئيس النادي البافاري أولي هونيس فأثنى هو الآخر على مجهود أنشلوتي وقال "كارلو مدرب رائع، شكل فريقا يلعب كفريق مع التميز بالمهارات الفردية"

من جهة أخرى، فإن نتائج أنشيلوتي مع بايرن حتى الآن جيدة، فهو يتصدر الدوري الالماني بفارق 7 نقاط عن وصيفه لايبتزيغ، وهو تأهل إلى دور ربع النهائي في منافسة كأس ألمانيا. أما في التشامبيونزليغ فهو تقريبا قد ضمن التأهل إلى دور ربع النهائي للبطولة، بعد الفوز الكاسح على أرسنال بخمسة أهداف مقابل واحد. والنتيجة الأخيرة أفحمت منتقديه.

وكان البعض بدأ يتساءل ما إذا كان انشيلوتي بأسلوبه الايطالي هو المدرب الملائم لبايرن ميونخ. وبدأت المقارنات بين غوارديولا الاسباني وأنشيلوتي الايطالي في بايرن. صحيح أن غوارديولا حقق مع بايرن ألقابا عدة، لكن البعض نسي مقارنة انجازات غوارديولا بسلفه يوب هاينكس، الذي أحرز لقب الثلاثية لبايرن عام 2013.

أسرار أنشيلوتي المخضرم

ما من شك أن لكل مدرب أسلوبه الخاص، فغوارديولا في بايرن عّرف بأسلوبه الاستحواذي على الكرة بينما تعتمد فلسفة أنشيلوتي على مبدأ "الفوز أهم من الأداء". وتغيير الأسلوب يعني حتما ، أن اللاعبين بحاجة إلى بعض الوقت للانسجام مع فلسفة المدرب الجديد.

التباين بين غواريدولا وأنشيلوتي ليس في اللعب فقط، بل حتى في طريقة التعامل مع اللاعبين. فغوارديولا معروف بأنه مدرب مسيطر يفرض رأيه على اللاعبين. بعض المراقبين الرياضين وصف تعامله مع اللاعبين بـ"الأدوات" التي يحركها كيف يشاء. وعلى عكسه أنشيلوتي، فهو يتعامل معهم كأب أو أخ أكبر، وهو يترك للاعبيه مجالا للمبادرة الشخصية، ما يعني حرية أكبر، وهذا ما يجعلهم يدركون مسؤولية المبارايات المهمة، وحدث أن تألقوا فيها كما أمام أرسنال ومن قبل أمام لايبتزيغ في البوندسليغا.

أمر أخر يميز غوارديولا عن أنشيلوتي هو أن الاسباني يبدأ موسمه بأداء عالي ويضعف في المراحل الأخيرة، على عكس أنشيلوتي الذي صرّح بأنّ "المراحل المهمة في المنافسات تبدأ منذ شهر فبراير/ شباط حتى نهاية الموسم".

ليس "ابن" البارحة

جدير بالذكر أن أنشيلوتي ليس "ابن البارحة" فهو مدرب قدير، وخبرته وانجازاته خلال مسيرته كلاعب وكمدرب خير دليل على ذلك. فالمدرب الايطالي وصل إلى القمة مرات عديدة، وحصل على ألقاب كبيرة مع الفرق التي دربها. إذ فاز بلقب واحد على الأقل مع كل فريق دربه منذ عام 2003. وهي أكبر الفرق الأوروبية: آ سي ميلانو، تشلسي، باريس سان جرمان، ريال مدريد.

وفاز أنشيلوتي مع فريق ايه سي ميلان بثمانية ألقاب وهي: بطولة دوري أبطال أوروبا مرتين (2003 و2007) وفي نفس هذين العامين فاز معه بكأس السوبر الأوروبية، كما فاز معه ببطولة كأس إيطاليا في 2003، وببطولة الدوري الإيطالي وكأس السوبر عام 2004 وكأس العالم للأندية عام 2007.

وحقق أنشيلوتي إنجازا تاريخيا مع تشيلسي الإنكليزي عام 2009 عندما قاده للحصول على الثنائية (الدوري الانكليزي وكأس الاتحاد الانكليزي) . كما حصل على بطولة الدوري الفرنسي مع فريق باريس سان جيرمان عام 2013. وفي موسم (2013/2014) فاز مع ريال مدريد بالثنائية (كأس ملك إسبانيا ودوري أبطال أوروبا) كما فاز بكأس السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية.

حتى عندما كان لاعبا، حمل أنشيلوتي ألقابا كبيرة في جعبته. إذ فاز مع المنتخب الايطالي بالمركز الثالث ببطولة كأس العالم عام 1990. فاز مع أي سي ميلانو ومع فريق آ سي روما بلقب بطل الدوري الايطالي وبكأس أيطاليا عدة مرات. بل إنه ومع فريق أيه سي ميلان قد فاز بدوري أبطال أوروبا أيضا. وهو برغم الألقاب العديدة يعمل بهدوء وتواضع. ويدرك أولي هونيس ورومينيغه ذلك جيدا، وكلاهما لاعب دولي سابق ومن حملة الألقاب العديدة أيضا!

دالين صلاحية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى